الأربعاء، 16 ديسمبر 2009
العام الهجري الجديد
الحمد لله رب العالمين ، وصلى اللَّه وسلم وبارك على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
- مع بزوغ فجر اليوم الأول من شهر الله المحرم تحتفل الأمة الإسلامية بقدوم عام هجري جديد أعاده الله علينا وعليكم وعلي الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات ولا بد لنا مع مرور الزمن من وقفات تأمل واعتبار واستخلاص للدروس والعبر. فما من يوم جديد يبزغ فجره إلا وينادي منادي " إنا يوم جديد وعلي عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود " هكذا الأيام والشهور والأعوام تأتي وتمر وتنقضي وتذهب راحلة ،حاملة معها صحائف أعمالنا ، شاهدة إما لنا وإما علينا .
الوقفة الأولى : محاسبة النفس
- قال الله تعالي " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد " الحشر آية (18) ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا " فلابد لكل واحد منا أن يقف مع نفسه يحاسبها ويلومها علي تقصيرها في حق الله سبحانه وتعالى فهذا عام قد فات زاد فيه عمره ونقص فيه أجله .
الوقفة الثانية : درس من الهجرة
- الهجرة كانت بداية لتأسيس دولة الإسلام، ورفع رايته، ونشر دعوة الله ، وتحكيم شريعته ، وحمل لواء الجهاد ، ودفع ضريبته ،ونحن مع بداية العام الجديد لابد لنا من تجديد العهد مع الله علي نصرة دينه وإعزاز كلمته وأن نضحي في سبيل الله بكل ما نملك كما ضحى سلفنا الصالح فننال النصر والعز والتمكين كما نالوا .
الوقفة الثالثة : بداية موفقة
يبدأ العام الهجري بشهر المحرم وهو من الأشهر الحرم وكان رسول الله يكثر الصيام فيه وكان يأمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر المحرم ولقد ورد في فضله :
1 - عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: " ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر - يعني رمضان -" .
وفي لفظ: " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..". أخرجه البخاري (4/245) (ح2006) ، ومسلم (1132)
2- وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله" . أخرجه مسلم (1162)، وأبو داود (2/321) (ح2425)
فما أجمل أن يبدأ المسلم عامه الجديد وقد غفر الله ذنوبه وخفف الله عن كاهله ما أثقله من الخطايا والأوزار
3- وعن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: " قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" .
وفي رواية: " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه" .
وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له" .
أخرجه البخاري (4/244) ح(2004) ، ومسلم (1130)
الوقفة الرابعة : مخالفة اليهود
نري من خلال الأحاديث السابقة فضل صيام عاشوراء ونري أن سبب صيامه أن الله قد نجى فيه نبيه موسي عليه السلام ولما كانت اليهود تحتفل أيضاً بهذا اليوم أمر الرسول أصحابه بمخالفتهم فعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" .
وفي رواية قال: " حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل - إن شاء اللَّه - صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم " . أخرجه مسلم (1134) ، وأبو داود (2/327)
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أيضاً ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً" . أخرجه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095)، والبيهقي (4/287).
هذا وجزاكم الله خير الجزاء
مكتب الهداية لتحفيظ القرآن الكريم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق