السبت، 2 يناير 2010

محمد عبد الموجود البدوي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين محمد الهادي الأمين وبعد . كان من أعز الأصدقاء وأحب الإخوان فضلاً عن أنه كان من أفضل الرجال وأخلص الرجال، كان في عينيه بريق الذكاء ، كنت أحبه وكان يحبني وكنا دائما ً نختلف في الرأي الذي كان لا يفسد للود قضية . تعرفت عليه عندما بدأ يعود إلي جماعة الإخوان المسلمين ببلطيم التي نشأ في الأصل في رحابها عاد ولكنه في هذه المرة ينوى ألا يفارق الجماعة حتى الممات عاد وقد قرر أن يعوض ما فات فيبذل من الوقت والجهد وإعمال العقل في الفكر من أجل الجماعة في يوم - ما يفعله غيره في شهور أو لا يقوم به علي الإطلاق - .وكأنه من غير ما يدري - أو يحلم - يختصر الزمن حتى ينجز في عمره القصير من الأعمال ما يمضى غيره فيه عمره الطويل . أوضح ما يميزه ، نظرته للأمور، وكيف تجري، كان دائما ينظر لها من زوايا كثيرة وكأنه كان يصورها فيريد أن يراها كاملة غير منقوصة هذا كان عمله أيضا في تصوير الفيديو والتصوير عموما كان فنانا يحمل قلب الفنان وعقل الفيلسوف ولذلك كنا نختلف . تشاركنا في أمور كثيرة منها الفقر وضيق العيش مع عدم الاستسلام له فقد كان يريد أن يتزوج وكنت كذلك ولكننا كنا لا نملك إلا الطموح ومع ذلك استطاع أن يبني شقته ويتزوج ولا أخفي انه كان قدوتي في هذا الأمر فكان يغامر أولا ويبدأ وأنا علي إثره أطبق ولذلك فقد رفع عني كثير من الحرج كنا نخطط سويا لكل الأمور لأننا تشاركنا أيضا في الهم الدعوي فكنا في اللجنة ذاتها التي أبدع فيها وقدم فيها الكثير ولم يحصر نفسه كما يفعل غيرة في عمل معين مع الأخوان ولكن كان يفكر في كل اتجاه ويجول بفرسه في كل ميدان فإسهاماته في مجال النشر مازالت علي الجدران شاهدةً علي توفيق الله له وفي مجال البر مازال الفقراء الذين أحضر أسماءهم يأخذون نصيبهم من الصدقات كل عام ويترحمون عليه . وتشاركنا في العمل كان شديد الشعور بمشاكل إخوانه دائم التفكير في حالهم كان دائما ما يفكر في أمري ولما من الله عليه باحتراف مهنة صناعة البراويز فكر أن يشاركني الأمر وما كان لي أن أرفض فأنا أثق في قدرته علي تدبير الأمور ومن ثم توثقت العلاقة جدا فكان في الصنعة الأستاذ وكنت التلميذ مع العلم أنني ما شعرت يوم بهذا كنا نقضي أيامنا معاً نتناول كل الأمور, السياسة العامة،الشأن الفلسطيني ، الأخوان ، الأمور الحياتية ، كان يفاجئني كل يوم بالجديد كان متابعًا جيدا سواء للصحف أو الفضائيات ومما يميزه أيضا الصراحة المطلقة فكان لا يضمر شيئا، كل شيء علي لسانه لا يخفي شيئا عن أحد يحب إذا ما اختمرت في ذهنه فكرة أن يطلع عليها كل الأخوان . ...... ثم ما لبث الأخ الغالي أن ألم به المرض واكتشفناه سويا أيضا جاءني في يوم في المحل الذي نصنع فيه البراويز وقال أن هناك ورم في رقبته فأشرت عليه أن يذهب لجراح وبدأت رحلة الأوجاع وأكثر ما كنت أحسده عليه هو رضاؤه بقضاء الله وتلقيه للأمر ثابتا مطمئنا ولا ينقطع عنه أمرين : الأمل والعمل ، أتذكر أننا كنا نسافر نشارك مع الإخوان في الجولات الانتخابية في دورة 2005 فكان يشارك مرة بالسفر وإذا اشتد عليه الأمر يشارك بإيقاظ أخوانه في صلاة الفجر للتجمع . وفي انتخابات مجلس الشورى دورة 2007 قرر الأخوان أن يشاركوا علي مقعدين الفئات والعمال وكان أخي محمد سعيدا جدا ذلك أنه كما قلت يحب العمل ولكن شاء الله أن اعتقل أنا وأخي فرج شقفة وكان للأمر أثره السلبي علي أخونا الحبيب محمد ذلك لأني كنت شريكه في عمل البراويز وأخي فرج شريكه في التوك توك فكان الأمر فتنة له أكثر مما كان فتنة لنا ولكنه صبر وصابر وبذل كل ما وسعه للتخفيف عنا ونحن الأصحاء وهو المريض ولكن إن مرض جسده فقلبه الكبير لم يمرض وما لبث بعدها أن توفاه الله بسبب إصابته بالسرطان وفيروس الكبد ولكن لو رحل عنا جسده فجهده الكبير لم يرحل وصبره الجميل لم ينسي وذكراه الطيبة مازالت تذكرني بالزمن الجميل . فاللهم ارحمه وأعف عنه وأسكنه فسيح جناتك ولا تحرمه مرافقة نبيك وحبيبك محمد في الجنة . اللهم آمين

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

رابط الموضوع فى موقع ومنتدى بوابة بلطيم

http://baltim.info/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89/2-%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%85/20-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B0-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%89--%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%86.html#20

ام محمد يقول...

كان الأستاذ محمد زميلي واخ عزيز من المرحلة الثانوية وتعلمت منه الكثير بعد التخرج لأننا نفس التخصص وكم صدمت وحزنت لوفاته وصليني الخبر وانا في الكويت ولم تتخيل مدي حزني لفقدنا انسان محترم وراقي بمعن الكلمةالله يرحمه ويدخله فسيح جناته ويلهم والديه وزوجته الصبر ويعوضهم خيرا في بناته