الخميس، 28 يناير 2010
الجدار الفولاذي وإعلان الحرب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد الهادي الأمين وبعد .
الحرب عادة ما تتخذ أشكالا عديدة تتدرج من الضعف إلى الشدة ومن الخفاء إلى العلن ومن الأقوال إلى الأفعال وليست عملا عسكريا فقط فليس موجود على وجه الدقة حالة اللا حرب واللا سلم فبين الدول إما حرب أو سلم . أقدم هذه التوطئة بين يدي حديثي عن الجدار الفولاذي الضخم الذي تبنيه حكومة الحزب الوطني ليكون جدارا للفصل العنصري بين أبناء الشعب المصري وأشقاءهم من أهل غزة المجوعين والمحاصرين والذين يعانون وضعا إنسانياُ صعبا . يأتي هذا الجدار في الوقت الذي يحتاج فيه أشقاءنا إلي من يمد لهم يد العون لا من يقطعها فقد بلغ بهم الحصار مداه ويأتي بناء هذا الجدار تحت حجج واهية منها
1- انه يخرق السيادة الوطنية ولا تسمح دولة بمثل هذه الاختراقات على حدودها
2- انه يستعمل للتهريب العكسي للأشخاص والسلاح والمخدرات
3- انه يهدد الأمن القومي المصري
4- يحق لكل دولة ذات سيادة أن تصنع في أرضها ما تشاء ولا يحق لأحد أن يراجعها فيما تفعل
ولكن يبدو من سياق المتابعة أن هذه الأمور السابقة لا تعدو كونها مبررات سطحية لا ترقى لمستوى الحدث الضخم وهذا والجدار الفولاذي ولا تستلزم بالضرورة الرد عليها وبيان تفاهتها والانزلاق وراء هذه المبررات يبعدنا عن جوهر الموضوع ولب الحقيقة وبمقابلة هذه المبررات السابقة لا بد من توضيح بعض الحقائق الواضحة وهذا هو أصعب شيء- توضيح الواضحات -
1- الشعب الفلسطيني الشقيق شعب عربي مسلم مجاور لنا ومن هذه الزاوية فله ثلاثة حقوق علي الشعب المصري حق الجيرة وحق الإسلام وحق القرابة
2- الشعب الفلسطيني يقبع تحت الاحتلال والعدو يقتل ويشرد ويأسر فيه ليل نهار ومن حقه الدفاع عن نفسه ومقاومة المحتل ومن حقه علينا النصرة في الدين ومد يد العون لهم يقول الله تعالي " وإذا استنصروكم في الدين فعليكم النصر " والجهاد معهم فرض كفاية ومدهم بما يلزم من العتاد والسلاح والمال فضلا عن الطعام والشراب والدواء
3- الأشقاء في غزة محاصرون فرض عليهم العدو الحصار فطائراته فوق سماءهم وبوارجه في مياههم ودباباته فوق أرضهم وكل ذلك يعمل على مدار الساعة ليل نهار
4- العدو الذي يقاتلهم ويحاصرهم هو في نفس الوقت عدونا الوحيد الذي احتل أرضنا واسر جنودنا وبدد ثرواتنا وهو الذي بحجم قوته يمثل تهديدا لنا
كل هذه المسلمات السابقة تقودنا لأمر واحد وهو مساعدة أهل غزة واجب تفرضه الشريعة ويسوغه الواقع وهذا بالفعل شعور الغالبية من أهل هذا البلد الطيب مصر الذين اعتدلت فطرتهم واستقامت قلوبهم وعلموا حق الله وحقوق المسلمين من إخوانهم
أما العصبة الحاكمة التي لا تنظر للأمر بنظر الشرع وتقيس الأمور علي هواها وتحكم في الناس بالظلم فلا يكفيها أن تظلم أهلها في مصر وتضيق عليهم بل أرادت أن تستحضر لعنات التاريخ بأن تمنع الجائعين الطعام والمرضي الدواء والعرايا الكساء والخائفين الأمن لم تكتفي بأنها لا تريد أن تساعد ولكنها أيضا تقطع يد من يريد أن يساعد لأول مرة نجد من يعتقل بسبب مساعدة الأهل في غزة وتمنع الخطب لهم ويمنع جمع التبرعات لهم ويمنع عنهم كل شيء نحمد الله الحياة بيد الله سبحانه وتعالي وإلا لمنعوها هي الأخرى ولذلك أقول إن ما يحدث علي الحدود مع غزة هو إعلان للحرب المستمرة منذ وقت ضد المقاومة وضد العزة وضد الصمود وضد الجهاد بل وضد الدين ولكنها كانت تأخذ أشكالا اقل حدة والآن صارت صريحة وذادت الأمور سوءا وتدهورا إلي حد لا يمكن تحمله ولاكنا دائما إذا ما ادلهمت الأمور طمعنا في فرج الله الذي وعدنا إنه قريب فاللهم نصرك لعبادك المؤمنين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق